ولدت ذكرى في 16 سبتمبر (أيلول) سنة 1966، في عائلة كثيرة الأفراد، وهي آخر أشقائها الثمانية، وهم على التوالي: توفيق، محسن، السيدة، سلوى، الحبيب، هاجر، كوثر، ووداد، وكانت تبعا لذلك أحب إخوتها إلى والديها.. والتحقت بمقاعد الدراسة بوادي الليل مسقط رأسها، ثم انتقلت إلى المدرسة الابتدائية بخزندار، وبذلك تكون قد اقتربت قليلا من وسط العاصمة، وواصلت دراستها الثانوية بنفس المنطقة إلى أن وصلت مستوى السابعة من التعليم الثانوي.. وغالبا ما يقع اكتشاف المواهب الجديدة في الغناء والتمثيل والفكاهة إبان سنوات الدراسة الثانوية، ولم تشذ ذكرى عن هذه القاعدة، بل إنها أبدت ميولا نحو الغناء إلى حد جعلها في نهاية المطاف تغادر مقاعد الدراسة لتنتظر الفرصة المواتية لتعلن عن إمكاناتها العريضة في باب الأداء الفني المميز.. فذكرى لم تكن مستسهلة للأمر، بل إنها تتمتع فعلا بموهبة قلّ وجودها في تلك الفترة وربما خلال السنوات التي تلتها.. وإذا كان الأب المعترف الأول بموهبة ابنته، التي كانت أقرب أبنائه إليه، فإن الأم كانت تخالفهم الرأي، معتبرة أن الدراسة لها الأولوية في كل الحالات ويجب ألا تفرط في دراستها من أجل مستقبل فني لا يزال في علم الغيب، وكأنها كانت تخاف على ابنتها من متاعب الوسط الفني ومشاكله التي لا تحصى ولا تعد.. لكن الوالدة غيّرت رأيها بعد وفاة الزوج لتدعم ابنتها وتساعدها على التعريف بموهبتها.. وجاءت سنة 1977، لتعلن الجديد.. فبانضمامها لمدة أربع سنوات في النشاط الكشفي، فإن ذلك مكنها من اطلاع كل المشاركين على ما تختزنه بنت الإحدى عشرة سنة من قدرة على إجادة الأغاني ذات الطبقات الصوتية العالية من دون عناء يذكر..
اختارت التوجه إلى ليبيا।
ولان صوت ذكرى لا يمكن لأي ملحن أن يفرط فيه، فإن وجودها في ليبيا جلب لها العديد من الألحان، فقد وطئت هذه الأرض وهي صوت معروف لا داعي لمزيد من اكتشافه أو تجربته.. ولئن كانت الفترة التي استقرت فيها بليبيا قصيرة نوعا ما، فإنها تعاملت مع كبار الملحنين والشعراء إذ لا يمكن أن تكون ذكرى حاضرة بالغياب بذلك الصوت القوي.. فكان على القائمة الفنان الليبي محمد حسن، والشعراء علي الكيلاني، عبد الله منصور، سلمان الترهوني، وغيرهم.. ولقيت الأعمال الفنية التي أدتها هناك رواجا كبيرا، فذكرى بصوتها المميز بإمكانها أداء أصعب الألحان وأعسرها.. كما أن النغمات البدوية المميزة للألحان الليبية تتماشى تماما مع صوتها.. وكان آخر البوم للراحلة في ليبيا يحمل عنوان «نفسي عزيزة»، وهو من كلمات الشاعر علي منصور.. وتحصلت ذكرى على جائزة أفضل أداء وكلمات في مهرجان شرم الشيخ بمصر.. لكن استقرار ذكرى بليبيا لم يدم طويلا، فقد كانت مثل الطائر المهاجر الذي لا يحلو له الاستقرار على أي غصن.. وكان التقاؤها بالملحن المصري هاني مهنا بمثابة الدفعة الجديدة نحو مزيد من التألق على المستوى العربي..
ولان صوت ذكرى لا يمكن لأي ملحن أن يفرط فيه، فإن وجودها في ليبيا جلب لها العديد من الألحان، فقد وطئت هذه الأرض وهي صوت معروف لا داعي لمزيد من اكتشافه أو تجربته.. ولئن كانت الفترة التي استقرت فيها بليبيا قصيرة نوعا ما، فإنها تعاملت مع كبار الملحنين والشعراء إذ لا يمكن أن تكون ذكرى حاضرة بالغياب بذلك الصوت القوي.. فكان على القائمة الفنان الليبي محمد حسن، والشعراء علي الكيلاني، عبد الله منصور، سلمان الترهوني، وغيرهم.. ولقيت الأعمال الفنية التي أدتها هناك رواجا كبيرا، فذكرى بصوتها المميز بإمكانها أداء أصعب الألحان وأعسرها.. كما أن النغمات البدوية المميزة للألحان الليبية تتماشى تماما مع صوتها.. وكان آخر البوم للراحلة في ليبيا يحمل عنوان «نفسي عزيزة»، وهو من كلمات الشاعر علي منصور.. وتحصلت ذكرى على جائزة أفضل أداء وكلمات في مهرجان شرم الشيخ بمصر.. لكن استقرار ذكرى بليبيا لم يدم طويلا، فقد كانت مثل الطائر المهاجر الذي لا يحلو له الاستقرار على أي غصن.. وكان التقاؤها بالملحن المصري هاني مهنا بمثابة الدفعة الجديدة نحو مزيد من التألق على المستوى العربي..
لقد عاشت ذكرى بمشاعر مندفعة وعواطف تعطي بلا حساب «فكانت تعشق بجنون وتحب بلا حدود»॥ ولم تنفع شخصيتها المرحة ولا طيبة قلبها في حمايتها من المكائد والمؤامرات ومن سيل الشائعات.. لم تكن ذكرى لتهنأ بأي نجاح، فقد كانت مثل الطائر المسافر الذي يحط من دون احتساب المخاطر.. لقد عاشت غريبة.. وماتت غريبة.. وكانت دائما ضحية الغيرة وحب الامتلاك الذي بدأ مع الملحن عبد الرحمن العيادي، لينتقل إلى الملحن هاني مهنا، ليجد طريقه بعد ذلك إلى زوجها أيمن السويدي، الذي افرغ 16 طلقة من مسدس رشاش في جسدها قبل أن يقضي على مدير أعماله وزوجته وينتحر في مشهد مأساوي قلّ أن يحدث في الوسط الفني.. لتنتهي بذلك مسيرة فنية زاخرة بالرغم من قصرها النسبي، فذكرى لم يتجاوز عمرها عند وفاتها حدود 38 سنة.. وإمعانا في غربتها وهي خارج هذه الدنيا، فحين أراد أهلها أن تخرج جنازتها من بيتها الذي اقتنته قبل عامين من وفاتها بأحد الأحياء الراقية بتونس العاصمة، فإن المستأجر البلجيكي رفض هذا الاقتراح لتخرج الجنازة من بيت صديق لوالدها، إذ ان العائلة باعت منزل الأسرة بعد أن أصبح معظم أفرادها يعيشون في المهجر.. فحتى أمنية الخروج من بيت الأسرة بعد الموت، لم تتحقق। رحلت ذكرى وهي تنتظر مولودها الأول ليبقى حادث موتها لغزا بلا حل إلى حد الآن.. رحلت مع مولودها الصغير مثل أي طفل صغير يحب اللعب والدعابة وليست له حسابات في علاقاته.. بعد وفاتها قالت خادمتاها:
«إنها كانت تحب لعب البلاي ستايشن»..
لقد كانت طفلة صغيرة غرة تتعامل ببساطة الأطفال وتفتح أبواب بيتها لكل الناس॥ هكذا هم الأطفال الكبار.
خاص لمدونتي
صور قبر الفنانة التونسية (( ذكرى محمد ))
بكاميرتي الخاصة